نظرة أمريكية للسيناريوهات المختلفة للمشهد التشادي بعد الاستحقاقات الإنتخابية

نظرة أمريكية للسيناريوهات المختلفة للمشهد التشادي بعد الاستحقاقات الإنتخابية

بعد وفات الرئيس التشادي السابق المشير إدريس ديبي، وصل نجله محمد ديبي إلى السلطة في البلاد منذ أبريل عام ٢٠٢١ ومن المتوقع أن تشهد تشاد في 6 مايو المقبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تهدف إلى إنهاء الفترة الانتقالية في البلاد.
وتقدمت عدة شخصيات سياسية بترشيحاتها للمشاركة في هذه الانتخابات، حيث وصل إجمالى المترشحين قبل إعلان المجلس الدستورى للقائمة النهائية لكن من الواضح أن المعركة الرئيسية ستدور بين رئيس المرحلة الانتقالية الحالية محمد ديبي ورئيس الوزراء الجديد وزعيم حزب « المحولون » المعارض سيكسى مسرا.
إلا أن شفافية وحرية الانتخابات في تشاد تثير الشكوك لدى العديد من الخبراء، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، ومع اغتيال زعيم الحزب الإشتراكي السياسي يحيى ديلو فى الثامن والعشرين من فبراير بدأت وسائل الإعلام الغربية في التشكيك في حرية الانتخابات وشرعيتها وقدرتها التنافسية.
ويعتقد الخبير السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية رافائيل باردو، أن الانتقادات الغربية لهذه الانتخابات الرئاسية لها دوافع غير تلك التي يتم عرضها على الرأي العام العالمي، وبحسب مصادر رفيعة في الحركة الوطنية للإنقاذ ا الحاكمة، فإن طوفان الانتقادات الموجهة للانتخابات تزامن مع رفض محمد ديبي للاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة، كما أعلنت المصادر ذاتها أن واشنطن عرضت على نجل ديبي دعمه في هذه الانتخابات مع الاعتراف بشرعية نتائجها مقابل ضمان فتح قواعد عسكرية أمريكية في البلاد هدفها تعزيز مكانتها في منطقة الساحل ووسط أفريقيا، خاصة بعد التراجع السريع للنفوذ الفرنسي في المنطقة.
وعلى إثر هذه المعلومات، انتشرت أنباء عن توصل زعيم حزب المحولون إلى اتفاق مع حكومة واشنطن ينص على إرسال متخصصين أمريكيين لإدارة العمليات الانتخابية، والذين وصلوا مؤخراً إلى العاصمة انجمينا لتنظيم الحملة الانتخابية للمرشح ورئيس الوزراء الحالي.
وعلق باردو على هذه الأخبار بالقول إن فشل الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق مع محمد ديبي دفعها للتوجه إلى منافسه مسرا، وسيحظى الأخير بالدعم الكامل خلال العملية السابقة للانتخابات من كافة النواحي، سواء من وسائل الإعلام الأميركية أو الخبراء الأمنيين. جدير بالذكر أن معلومات انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مفادها أن الشركة العسكرية الأمريكية « بانكروفت » ستوفر الأمن للمنافس الرئيسي لديبي في هذه الانتخابات.
إذا فشل مسرا في الانتخابات، فإن الولايات المتحدة لن تعترف بشرعية هذه الانتخابات وستستخدم أيضاً أداتها المميزة المتمثلة بالمعارضة المسلحة، حيث أفادت مصادر في الجيش الوطني الليبي، أنه تم عقد اجتماع في البلاد بين قيادات مجموعتي FACT وCCMSR، بإشراف مختصين من المخابرات الأمريكية.
وإذا خسر مسرا الانتخابات، فلن يعارض المجتمع الدولي ديبي تحت ضغط من واشنطن فحسب، بل أيضا القوات المسلحة التشادية نفسها.
وبعد ترشيح ماسرا، ظهرت تصريحات على الإنترنت من إحدى الجماعات المسلحة المتمردة في تشاد، أعرب فيها المسلحون عن دعمهم الكامل لمسرا وانتقدوا القيادة الحالية للبلاد، ومن المؤكد أن هذه المجموعات ستعارض ديبي إذا لم يحصل مرشحها على الأصوات المطلوبة.

CATEGORIES
Share This