تشاد تعاون : انهاء التعاون العسكري بين انجمينا وباريس: رئيس الجمهورية يفصح عن أسباب اتخاذ قرار وفق التعاون الدفاعي بين فرنسا وتشاد
أكد مساء اليوم رئيس الجمهورية محمد إدريس ديبي إتنو بأن قرار انهاء التعاون العسكري مع فرنسا جاء لإعادة توجيه شراكة تشاد مع فرنسا في المجالات التي سيكون لها تأثير أكثر إيجابية على الحياة اليومية للمواطنين .جاء ذلك بيان صحفي قدمه مساء اليوم بقصر توماي أمام ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية وأكد رئيس الجمهورية إن تشاد وفرنسا تربطهما على مدى عقود عديدة علاقات تعاون في العديد من القطاعات، وخاصة في المجال العسكري. ويتعلق قرار انهاء الاتفاقية فقط بالتعاون العسكري بصيغته الحالية.
نص البيان
أيها المواطنون الاعزاء
بكل قناعة وبكامل المسؤولية أخاطبكم هذا المساء، بعد الإعلان عن القرار الذي اتخذته حكومة جمهورية تشاد بشأن إنهاء اتفاقية التعاون العسكري بين بلادنا وفرنسا.
في الواقع إن تشاد وفرنسا تربطهما على مدى عقود عديدة علاقات تعاون في العديد من القطاعات، وخاصة في المجال العسكري. ويتعلق قرار انهاء الاتفاقية فقط بالتعاون العسكري بصيغته الحالية.
وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقية في حقبة ماضية ، مع جهات فاعلة أخرى من كلا الجانبين وفي سياق مختلف بنفس القدر. وتهدف إلى الاستجابة للتحديات المشتركة لظرف وطني وإقليمي ودولي في وقت سابق.
ومع ذلك، مع مرور الوقت، هذه فان هذه الاتفاقية عفا عليها الزمن. عفا عليه الزمن تماما. ولم تعد تتوافق مع الحقائق الأمنية والجيوسياسية والاستراتيجية في الوقت الراهن ، ولا مع تطلعاتنا المشروعة فيما يتعلق بالتعبير الكامل عن سيادتنا.
وفي نفس الإطار، هذه الاتفاقية لا تقدم لنا أي قيمة مضافة حقيقية على الصعيد العسكري، حيث نواجه وحدنا تحديات متنوعة وخطيرة، لا سيما الهجمات ذات البعد الإرهابي.
لقد واجهت قواتنا الدفاعية والأمنية التحديات الأمنية الوطنية والإقليمية بشجاعة معهودة وإصرار لا مثيل له.
كما أثبتوا ، كلما لزم الأمر أينما تم نشرهم، أنهم قادرين بشكل كبير على الدفاع عن وحدة أراضينا وضمان أمن مواطنينا، بل والمساهمة بفعالية في مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي.
ومن الآن فصاعدا، فإنهم مدعوون إلى التأقلم مع الوضع الجديد الناجم عن انهاء هذه الاتفاقية التي عفا عليها الزمن، والتي لا تغير في الواقع شيئا على الإطلاق.
على العكس من ذلك، فإن فسخ هذه الاتفاقية يجب أن يولّد على مستوى قوات الدفاع والأمن لدينا المزيد من المسؤولية والالتزام والتركيز للدفاع بشكل أفضل عن سلامة تشاد وضمان أمن مواطنيها.
أيها المواطنون؛ والإعلاميون.
لم يتم اتخاذ هذا القرار باستخفاف. إنه نتيجة لتفكير عميق وتقييم دقيق.
بل هو استجابة لالتزام قطعته امام الشعب التشادي، من خلال مشروعي الاجتماعي، وتاكيد لوعد ببناء علاقات متبادلة ومتوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة، بروح الاستقلال واحترام سيادة الدول.
إن تشاد كدولة ذات سيادة، بعد 66 عامًا من المسيرة منذ إعلان الجمهورية، لها الحق الكامل بل إنها ملزمة، أن تحدد بحرية علاقاتها الدولية، وأن تختار أشكال التعاون الذي ترغب فيه، وتنفذ سياستها الدفاعية وفقًا لأولوياتها.
لذلك قررنا وضع حد لهذا التعاون العسكري لإعادة توجيه شراكتنا مع فرنسا في المجالات التي سيكون لها تأثير أكثر إيجابية على الحياة اليومية لسكاننا.
إضافة إلى ذلك فإن هذا القرار يرتكز على عدة عوامل، أذكر منها:
- غياب المعاملة بالمثل: الوجود العسكري الفرنسي في تشاد لا يقوم على أساس متبادل. ويجب ألا تقبل تشاد بعد الآن من الآخرين ما لا يقبلونه. هذا هو المبدأ المقدس للمعاملة بالمثل.
- الحاجة إلى الإصلاح: أصبح من الضروري الآن أن تصحح تشاد اوجه القصور في علاقاتها الدولية وتختار أشكال وشركاء تعاونها الدولي بشكل مستقل وفقاً لأولوياتها الوطنية.
- تعزيز قدراتنا: إن انهاء هذه الاتفاقية هو جزء من رغبتنا في بناء جيش تشادي بما يتماشى مع كافة مسؤولياته، ويكون أكثر استقلالية وأكثر التزاما وأكثر مسؤولية في إنجاز مهمته السيادية في الدفاع عن الوطن.
أيها المواطنون؛ والإعلاميون.
أود أن أوضح لإزالة أي غموض، إن قرار انهاء هذا التعاون لا يشكل تحت اي ظرف من الظروف رفضاً للتعاون الدولي أو تشكيكاً في علاقاتنا الدبلوماسية مع فرنسا.
ونظل منفتحين على التبادلات البناءة مع جميع شركائنا، بما في ذلك فرنسا.
وذلك بهدف إنشاء أطر جديدة للتعاون تستند على المبادئ العالمية التي تحكم العلاقات الدولية.
علاوة على ذلك، نؤكد من جديد التزامنا الراسخ بمواصلة الحرب ضد الإرهاب والعمل على المساهمة في الأمن الإقليمي، بالتعاون الوثيق مع البلدان المجاورة وجميع الدول التي تتشاطر هذه المخاوف.
وستواصل تشاد الاضطلاع بدورها الكامل وتتبوأ مكانتها في المبادرات الرامية إلى تعزيز السلام والأمن في القارة الأفريقية بشكل خاص وفي جميع أنحاء العالم بشكل عام.
ومع ذلك، تظل أولويتنا القصوى هي حماية شعبنا وأراضينا.
أدعوكم، أيها السيدات والسادة، إلى فهم هذا القرار في سياقه الصحيح: فهو يتعلق بتعزيز سيادتنا، وإعادة التفكير في علاقاتنا الدولية، وتحمل مسؤوليتنا في بناء السلام الدائم، سواء في تشاد أو داخل منطقتنا.
وسنواصل العمل مع جميع الشركاء بروح من الاحترام المتبادل. وندعو حلفاءنا إلى دعم نهجنا ومرافقة تشاد في تعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية.
وقبل الختام، لقد صدرت تعليمات الى الحكومة بالمضي قدما في تنفيذ هذا القرار من خلال التواصل مع الجانب الفرنسي.
أخيراً، أيها السيدات والسادة الصحفيين، إن انهاء اتفاقية التعاون الدفاعي والأمني مع فرنسا هو جزء من إعادة تقييم ضرورية لأولوياتنا الإستراتيجية.
إن تشاد لا تتبع بأي حال من الأحوال منطق استبدال قوة بأخرى، ناهيك عن اتباع نهج « تغيير السيد ».
تؤمن بلادنا بقوة بقدرتها على الدفاع عن سلامتها وضمان أمن مواطنيها وممتلكاتهم.
وبالتالي فإن هذا القرار يشكل عملا سياديا، مدروسا بعناية، ونتحمل مسؤوليته بالكامل، ويهدف إلى تعزيز استقلالنا الوطني والاستجابة لالتزام قوي تجاه الشعب التشادي.
ولذلك أدعوكم إلى نقل هذه الرسالة إلى المجتمع الوطني والدولي بروح من الوطنية والمهنية.
فليبارك الله بلادنا. - محمد إدريس ديبي إتنو
- رئيس جمهورية تشاد