المنتخب التشادي بين مطرقة الواقع وسندان الطموح
مقال بقلم الصحفي محمد زين عمر
خسارة المنتخب الوطني « ساو » لكرة القدم أمام منتخب غانا في الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بنتيجة كبيرة بلغت خمسة أهداف، هي نتيجة منطقية في ظل الفارق الكبير بين الفريقين من حيث الخبرة والقدرة على المستوى الدولي. رغم أن هذه النتيجة قد تبدو قاسية للبعض، غانا منتخب ذو تاريخ كروي عريق وخبرة واسعة، بينما يسعى المنتخب التشادي إلى بناء قاعدة جديدة، في عالم كرة القدم، النتائج الكبيرة ليست بالأمر النادر، خاصةً عندما تتواجه منتخبات ذات مستويات مختلفة، إلا أنها تعكس واقعًا صعبًا يواجهه المنتخب، وتعتبر خسارة مقبولة بالنظر إلى إمكانيات الفريق الحالي والظروف المحيطة.
المدرب طاهر زكريا، الذي يشهد انتقادات أكثر من الإشادة، يعتبر شخصية مثيرة للجدل في الرياضة التشادية. غالبًا ما يتم توجيه الانتقادات إليه بسبب أسلوبه التدريبي وأدائه مع الفريق، مما جعل بعض النقاد يركزون على نقاط ضعفه ويبحثون عن ثغرات للنيل منه. لكن في الحقيقة، يجب أن ندرك أن المدرب طاهر زكريا يمتلك الخبرة والكفاءة التي قد تساعد في بناء منتخب قوي، وهذه المرحلة التي يمر بها الفريق تعد مرحلة بناء وليست مرحلة قطاف للثمار.
أما عن هذه النتيجة التي يصفها غالبية المتابعين بالكارثية، يظل السؤال المطروح: هل منتخب « ساو » هو أول منتخب في تاريخ كرة القدم الذي يخسر بهذه النتيجة؟ الإجابة لا بالطبع، فالهزائم الكبيرة في عالم الرياضة تعد أمرًا واردًا عندما يكون هناك فارق شاسع بين الفرق، النتيجة يجب أن تكون دافعًا للعمل على تقليص هذا الفارق وتحسين الأداء في المستقبل.
النظر إلى هذا المشروع الجديد في كرة القدم التشادية يتطلب واقعية وصبرًا، فهو بحاجة إلى سنوات من العمل الجاد والجهود المتواصلة حتى يظهر ثماره، لا يمكن بأي حال من الأحوال الحكم على فشل المدرب أو اللاعبين بعد مباراة أو مباراتين، من المنطقي منح هذا المشروع الوقت الكافي للنمو والتطور، حيث أن النتائج لا تأتي بين عشية وضحاها.
ربما نواجه المزيد من الهزائم في المباريات المقبلة، مثل تلك التي قد تحدث أمام منتخب جزر القمر في المباراة المقبلة « لا سمح الله » لكن المهم هو تقدم هذا المشروع بشكل تدريجي.
الحديث عن المشروع يجب أن يترافق مع خطة استراتيجية واضحة، تتضمن أهدافًا قصيرة وطويلة المدى، وآليات تنفيذ ومتابعة، ويجب أن يكون هناك تركيز على تطوير البنية التحتية، واكتشاف المواهب الشابة، وتوفير الدعم اللوجستي للفريق، وأن يكون هنالك دور للاتحاد التشادي في تطوير هذا المشروع، وعدم اعتماده علي المدرب فقط.
يجب أن نمنح المدرب الفرصة الكاملة للعمل على تطوير الفريق، وبعد فترة من العمل المتواصل، يمكن تقييم الأداء واتخاذ قرارات بناءً على النتائج الفعلية.
في النهاية، ينبغي أن نركز على المستقبل والعمل بشكل جماعي لتطوير الرياضة في بلادنا، وليس على الإخفاقات المؤقتة.
النقد البناء والمستمر مطلوب، لكن من غير المنصف أو المنطقي اتخاذ قرارات متسرعة في فترة قصيرة، وتقييم المدرب أو الفريق بشكل قاسي.